فقرة خارج السياق الأسبوعية للكاتب جورج صبّاغ.
إنتخاب رئيس الجمهورية بتقنية الذكاء الإصطناعي!
لبنان الذي شهد في تاريخه الحديث أزمات ومشكلات متعددة المزمنة منها كما الطارئة عاش ايضا ثورات وحرب أهلية (رغم سنوات إتسمت بالإزدهار الاقتصادي والاستقرار الأمني والسياسي، أطلق عليها تسمية العهود “الذهبية” على مختلف المستويات) وانتهى به المطاف بإبرام إتفاق الطائف في بداية تسعينيات القرن الفائت، والذي أنهى الحرب ولم يبنِ الوطن الذي يطمح اليه اللبنانيون جميعهم من حيث التطوير والحداثة وإصلاح النظام السياسي “الطوائفي” والمترهّل، وهو لا يرقى إلى مستوى التضحيات العظام ولا لدماء الشهداء كل الشهداء، في سبيلِ وطنٍ يجسدُ امانيهم بالعيش الكريم وقيام دولة مستقلة قادرة دولة القانون والمؤسسات دولة المواطنة الحقة دولة الحقوق والواجبات والمساواة والكفاءة والعدالة والرعاية الإجتماعية والإنماء الشامل والمتوازن كما وفصل السلطات ونزاهة القضاء وتعزيز الكرامة الوطنية والانسانية…الخ
إتفاق الطائف هذا الذي أضحى دستور البلاد، والذي لم تطبّق بنوده بالكامل حتى تاريخه، أرسى قواعد للحُكم مغايرة عما قبل إثر(انتقال معظم سلطات رئيس الجمهورية الى مجلس الوزراء مجتمعا)، ولّد نمطية جديدة في الإدارة السياسية وكأننا بتنا أقرب إلى مجلس شورى منه إلى مجلس وزراء، وهذا ما يطلق عليه (الديمقراطية التوافقية) على مختلف مستويات القرارات، وهي تفسّر نفسَها بنفسِها.وبما أننا نستظل هذه الصيغة في الحُكم حاليا (ريثما يحين وقت استكمال تنفيذ بنود “الطائف” مع ضرورة إجراء بعض الإصلاحات والتعديلات اللازمة والملِحّة)، وهذا ما يستدعي السؤال المركزي في هذه المرحلة كما الاستغراب عن الامتناع لتلبية دعوات الحوار والتلاقي ولِما كل هذا التعنت غير المفيد على الاطلاق والذي يزيد في التباعد بين الاطراف والمكونات؟
فلتكن محاولة لإيجاد المخارج وحلحلة العقد شيئا فشيئا المتعددة والمتراكمة، وهنا نؤكد “ان الفشل هو بعدم المحاولة وليس بعدم النجاح”. وهل نتحاور في ما بيننا عبر “الحمام الزاجل او عبر تقنية wireless” بدل التواصل المباشر ومن المسافة صفر؟ ام اننا سنبقى نياما على رصيف الأحداث ننتظر مرور قطار الحل الخارجي (الخماسي او الهوكشتايني او الماكروني وسواهم) ليوقظنا من سباتنا العميق رغم يقيننا ان العالم كله منشغلٌ بأزماته وما يهمه اولا واخيرا مصالحه الخاصة ؟وهل انتهت حلول الأرض والمسألة متروكة لحلول السماء؟ ام سنبقى ندور في حلقة مفرغة ونستمر متعبين جراء الفراغ القاتل بالموقع الأول للدولة، منتظرين انتهاء حرب غزة وحل القضية الفلسطينية او ما ستؤول اليه الحرب الروسية – الاوكرانية وتداعياتها او الانتخابات الرئاسية الاميركية المرتقبة او انتهاء الاحداث في السودان…الخ؟ ام نلجأ للذكاء الإصطناعي (AI) والروبوتات لحل أزماتنا المتراكمة والمعقدة وفي مقدمها إنتخاب رئيس للجمهورية؟
واخيراً من لديه اقتراح حل منطقي قابل للتنفيذ لمعضلة انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية فليتفضل مشكوراً ويعرضه علينا،
والله ولي التوفيق، والسلام.
LebanOnScreen جورج صبّاغ