فقرة خارج السياق للكاتب جورج صبّاغ
“بعد حرب الإسناد والدفاع عن لبنان” ، وتصعيد الحرب وتسعيرها بالتوغل البري في الجنوب اللبناني والتدمير الممنهج على مدى 64 يوما وتدمير شامل ل 34 بلدة في الحافة الأمامية علاوة عن أحياء ومربعات سكنية ومجمعات بأكملها في الضاحية والبقاع ، واغتيال معظم قادة المقاومة وفي مقدمهم “سيّدها” في 27 أيلول وقد بلغ عدد الغارات الجوية ما يقارب 12500 ، صبّت مئات الأطنان من الحديد والنار والبارود بصواريخ ال GBU بمختلف أعيرتها والقذائف المدمرة وفق إحصاءات مطلقيها ومتلقّيها على السواء ( الذين إسخدموا بدورهم كل انواع الأسلحة التي بحوزتهم بما مجموعه 2875 صاروخ ومسيّرة آخرها صواريخ الفاتح 110) .
وإثر المساعي الدولية مع الداخل اللبناني وبعد مخاض عسير في المفاوضات الصعبة ، تم الإتفاق على وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني 2024 ، على قاعدة تنفيذ بنود ال1701 زائد وقد أضحت بنوده بمنتاول الجميع إضافة إلى الملحق المبرم بين (الاميركيين والإسرائيليين حصراً) ، إذاً هو إتفاق دولي برعاية غربية مئة بالمئة وبإشراف جنيرالين ( أميركي و آخر فرنسي ) .
لمن الإنتصار ولمن الانكسار ؟
لن نسترسل في تفسير بنود الإتفاق هذا الذي لا يزال يتعرض لخروقات عديدة ولا بفلسفة مفاهيم الإنتصار او الهزيمة علاوة عن العقبات العديدة أمام تنفيذ الإتفاق كاملا وبدقة ، إنما سنكتفي بإختصار سردية نتائج هذه الحرب ومشهد تداعياتها لنؤكد ما يلي ؛
كما على المستوى اللبناني ، ورغم الإحتضان الشعبي الذي تجلى بأبهى حلله خلال هذه المحنة، هناك تقييمان لنتائج هذه الحرب ، فقادة الحزب وجمهوره وبيئته الحاضنة ، يعتبرون انهم حققوا نصراً مبيناً ( بالإسناد والصمود والمواجهات وإيلام العدو ) رغم الخسارات الهائلة ،
أما الجمهور اللبناني المعارض لهذه الحرب “والمخاصم” لتوجهات الحزب ، فيرى ان خسارات كبيرة مٌني بها الحزب وتداعيات الحرب أصابت كل اللبنانيين بالصميم ، وتالياً لم تحقق اي هدف لبناني ولا اي مكسب وطني على الإطلاق .
على مستوى إسرائيل الرسمي كما الشعبي الانقسام الداخلي شبيه بوضعنا حيال الحرب فمنهم من يرى انها لم تكن مجدية ، وآخرون يعتبرون انها حققت أهدافها.
فالإنقسامات عامودية في الجبهتن الداخليتين للدولتين حيال هذه الحرب المدمرة بنتائجها على كليهما ، وما إتفاق وقف إطلاق النار سوى حاجة مُلحّة لكليهما وإن اختلفت الاسباب والدوافع والمبررات وما عمليات “البروباغاندا” بالإنتصار لدى الطرفين سوى التعويض عن الخسارات ورفع المعنويات الهابطة لدى جماهيرهما .
يبقى أن نأخذ العِبر مما جرى وما مررنا به ، والأولويات الآن ليس للبكاء على الأطلال ولا للمناكفات السياسية بل التخفيف من التخاطب السياسي العالي السقف ، كما العمل بجهد وجدية على :
تثبيت الإتفاق وتنفيذ بنوده كاملة .
تسهيل عملية انتخاب رئيس الجمهورية المقررة بتاريخ 9 كانون الثاني المقبل .
العمل على تأمين الموارد المالية لإعادة الإعمار .
الإلتفات بعين الحذر لما يحصل في الشمال السوري والتحوّط من تداعياته ومفاعيله على واقعنا والإقليم .
على أمل بزوغ فجر لبنان الجديد ،
والسلام على وطن السلام .