الكل مُدرك لحقيقة الوضع اللبناني والأزمات المتراكمة على مختلف المستويات. إنما أمام الحكومة الجديدة والعهد اللذان حظيا بدعمٍ دولي والتفاف شعبي واسع قل نظيرهما، تحديات كبرى نوردها بايجاز على التوالي ووفق أهميتها كما يلي:
– إستكمال تنفيذ القرار 1701 بكافة بنوده ومندرجاته وباقي القرارات الدولية ، بضغوطات خارجية غربية وفي طليعتها الولايات المتحدة الأمريكية .
– استكمال التعيينات العسكرية والإدارية وملء الشواغر في إدارات الدولة ومختلف الوزارات . – إجراء الإصلاحات الإدارية والمالية لا سيما المطلوبة من البنك الدولي (المشروطة للمساعدة ولتقديم العون).
– التحضير للإنتخابات البلدية ومواكبتها كما والنيابية في العام 2026 المقبل .
– إنهاء الدراسات الإحصائية لخسائر الحرب الأخيرة والمسوح لكافة الأضرار ، والعمل على تأمين الأموال اللازمة لإعادة الإعمار بالإنفتاح مجددا و إعادة التواصل مع الدول الصديقة كافة .
– إيلاء موضوع الاستثمارات من الأموال الخارجية الاهتمام اللازم ، و تفعيل ودعم القطاع السياحي كما والقطاعات المنتجة ( الصناعة والتجارة ) .
– تزخيم العمل الدبلوماسي والدؤؤب لدى الأروقة الدولية وصاحبة الربط والحل ، للمساعدة في حل المسائل الهامة العالقة والمعلّقة والتي ترقى الى مستوى المعضلات وهي :
أ – الضغط لإنسحاب إسرائيل من الجنوب اللبناني سيما وأن جيشها لا يزال متمركزاً في خمس نقاط استراتيجية علاوة عن تمادبها في عمليات القصف والإغتيالات والتوغل والتدمير ، كما ومتابعة ترسيم الحدود البرية وحل مسألة ( مزارع شبعا وكفرشوبا ) .
ب – العمل على حل أزمة النزوح السوري الخانقة والخطرة ، خاصة أثر تبدّل النظام في سوريا ، إشارة الى ان ما حصل مؤخرا من أحداث في الساحل السوري المتاخم لساحلنا ، دفع بعشرات الآلاف الى إجتياز حدودنا هربا من الإنتهاكات والقتل ، ما زاد في أعداد النازحين مجددا عندنا ( معارضين وموالين بتداخل وتخالط خطيرين ) . ج – ترسيم الحدود البرية مع سوريا غير المستقرة الى الآن، والبالغ طولها 375 كلم ، والعمل على ضبطها وإقفال كافة المعابر غير الشرعية إقفالاً مُحكماً بالتنسيق مع الإدارة السورية الجديدة . هذا إضافة الى معالجة الكثير من المِلفات المكدسة المُزمنة والمُهملة على مدى عقود ، لكن الأكثر صعوبة وتعقيدا هي تلك المتأتية من الثابتة “الجيوسياسية” والمتمثلة بفكيّ الكماشة الضاغطة ( الشمالية – الشرقية والجنوبية الغربية ) ،شاكرين الله الذي أنعم علينا بمتنفسٍنا على البحر الأبيض المتوسط ، على أمل أن تُحلّ كل المشكلات العالقة بالسرعة المطلوبة ليلتقط الوطن أنفاسه وكي لا نتخلّف عن الركب ويعود لؤلؤة الشرق ودرٌة تاجٍه، والله المُستعان والسلام .