“خارج السياق” للكاتب جورج صبّاغ.
الثبات على المبادئ والعقائد والمنطلقات كما الأهداف السياسية للمكونات المتعددة في لبنان، ليس خطأً ولا خطيئة ولا جرماً ، بل بالعكس فهو مطلوب كونه يشكًل نموذجاً للتنوع والنظام الديمقراطي البرلماني الذي ننعم به رغم الحاجة الماسة إلى تطويره وتحديثه وإجراء إصلاحات بنيوية عليه والتي باتت ملحّة (مع التأكيد أن النظام السياسي شيء والمنظومة السياسية شيء آخر).
هذا إضافة على أننا من دُعاة الحريات المسؤولة وصونِها والدفاع عنها في أبعادها الإنسانية والوطنية كافة (حرية المعتقد والإعتناق والتفكير والقول والتعبير وإبداء الرأي والتظاهر… الخ).
غير اننا ومن منطلق وطني بحت، نرى أن ترداد بعضهم (للازِمة) واحدة طوال الوقت بمضمونٍ مستفِزّ احيانا وموتورٍ أحيانا أخرى ، لا يأتي بالنتيجة المتوخاة خاصة من قبل (قادة الرأي)، بل تزيد من التعقيدات والتباعد بين المكونات والشرذمة، عوضاً عن التكاتف والتعاضد والتضامن الوطني لمواجهة الأزمات المزمنة والطارئة.
المطلوب راهناً وبإلحاح من الأفرقاء كافة عدم التخاطب بسقوفٍ عالية وبتبادل الإتهامات الخطيرة وإن كانت (دون شواهد) ورغم الخلافات والإختلافات السياسية وحتى العقائدية منها والتي ترفعُ حكماً من منسوب التوترات والإشكاليات والتي نحن بغنىً عنها وبالأخص في هذه الظروف الصعبة والمصيرية التي يمر بها وطننا والمنطقة بأكملها، آملين من كلِ طرفٍ من الأطراف أن يتقدم خطوة باتجاه الآخر لملاقاته في منتصف الطريق و للسيرِ قُدماً ومعاً على طريق الإنقاذ والذي طال أمدُه كفاية.
ثانياً أليست كل الحروب والنزاعات الكبرى والصغرى تنتهي بتسويات وتفاهمات واتفاقات ومعاهدات ؟
إذن ماذا ننتظر؟
ولما إضاعة الوقت بالمجّان؟
ولصالح من وماذا؟
كما الإمعان بالمناكفات الكلامية غير المجدية وغير المحقة بالغالب؟
وهل ننتظر تدخل الوسطاء الخارجيين ليأتونا “بالمنّ والسلوى” وبحلولهم السحرية؟
بالغالب، الخارج وإن سعى لمساعدتنا ، تبقى مصالحه الذاتية في مقدّم أولوياته ، مفضّلها على ما عداها (هكذا هي سياسات الدول وطرق تعاملها) “وما بحكّ جلدك إلا ظفرك”.
وأختم مختصرا لأقول:
(في السياسة ليس هناك باباً مغلقاً – موصوداً، بل هناك باباً “مردوداً”)، إدفعوه وادخلوا لملاقاة بعضكم البعض،
(ومن مسافة صفر)،
لمصلحة وطننا وكل اللبنانيين، وقبل فوات الأوان، وبادروا الآن ودون تردُد، ومَن يزرع الخيرَ يحصدُ الخير،
ومن يزرع الريح يحصدُ العاصفة،
والسلام.