فقرة خارج السياق للكاتب جورج صبّاغ
يستعدُ العالمُ بأسرِهِ لاستقبالِ عيد ميلاد السيد المسيح مخلّص البشرية جمعاء في 25 كانون الأول الجاري كما كلِ عام. ويتشارك المسيحيون مع إخوانهم من باقي الطوائف بفرحةِ هذا العيد الهام في كافةِ أصقاعِ الأرض.
عيدٌ وبأي حالٍ عُدتَ يا عيدُ !!!بعد كل الذي حصل منذ عامٍ ويزيد في هذا الشرق المضّطرب، من الحروبِ المُدمِرة والقتل الجماعي والإنتهاكات لكل الأعراف الدولية ( لا سيما في فلسطين ) مهدُ الديانات ، بدءاً بغزة والضفة فلبنان وسوريا ….الخ ،
ينتابُنا فرحاً منقوصاً ممزوجاً بغصةِ العذابات والفَقدِ والفقرِ والتهجيرٍ والنزوحِ والخسارات على كافة المستوياتِ وآلامِ الجرحى والمصابين وجروحِ الكرامات ،
( كل ذلك يُفقدُ العيد بهجتَه والغبطة ، باستثناءِ الإيمانِ العميقِ بالله الواحد الأحد خالق الكون ومخلّص البشرية ) .
وُلِد في مزود مغارة . ملكُ الملوك وُلِد في مغارةِ بيتِ لحم الوديعة ( وُلِدَ بالجسد لنولَدُ نحنُ بالروح ) ، وقد حَجّ إليها “الماجوسُ” حاملين “الهدايا والحلوى المتوفرة آنذاك واللُبان” ، فرحاً بما بشّرهم به ملاكاً سماوياً ، ( بالولادة الإلهية ومجيء المخلّص ) ، فبلغوا المغارة ممتطين ظهور “الجِمال والدّابة” ، على هَدي نجمةِ الصبحِ التي أرشدتهُم الى حيثُ الحقيقةِ الإلهية المطلقة . نجمةُ ساحة النجمة . كم نحنُ بحاجةٍ في لبنان لنجمةٍ خلاصية تُرشدُ نواب الأمة في ساحةِ النجمة ، وتُشكِّلَ لهم بوصلة إتجاه ، لإيصال رئيسٍ للجمهورية في 9 كانون الثاني المقبل الى قصر بعبدا ، الذي غطّت أدراجه الحشائش وكَسَت شُرفاتِه النباتات البرية ، إثر إطالة أمد الفراغ القاتل في الموقع الأول للدولة . لا مناص من بناء دولة المؤسسات .الكلُ باتَ يشعرُ أنه حان وقتُ بناء الدولة مجدداً إثر المتغيّرات الهامة والسريعة الحاصلة مؤخراً على مستوى المنطقة بأكملِها ، بناءً عليه نناشدُ كل المعنيين والمسؤولين والمؤتمنين على مصالح الناس بالوكالةِ الممنوحةِ لهم ، أن يبادروا لإتمامِ عملية انتخاب الرئيس في الموعد المحدد ، ليصار لاحقاً الى إستكمال بناء دولة المؤسسات دولة مدنية حقيقية خالصة دولة المواطنة الحقة والحداثة والتطوير ومواكبة العصر ومحاربة الفساد ( بإقفال مغاور علي بابا وآلاف حراميته ) الى غير رجعة ، دولة العدالة والمساواة والنزاهة والمحاسبة والرعاية الإجتماعية ، على أمل إحلال لاحقاً وتدريجياً نظام سياسي علماني مدني عوض النظام الطوائفي المتخلّف الذي يقف حائلا أمام قيام دولة حقيقية. نُورُ العزةِ الإلهية .آملين من النُور الإلهي الآتي إلينا أن يُنيرَ عُقولَ مسؤولينا ويملأ قلوبهم رحمةً ومحبة ، لبلوغِ درب الخلاص الوطني ، وليتخلّوا عن انانياتهم وحساباتهم الشخصية ، كما وعن أجاندات مصالح الخارج ، وتقصير مسافات التباعد في ما بينهم للتحاور من “المسافة صفر” بصفاءٍ وعقلانية وإجراء مصارحة ومصالحة حقيقية ، لما فيه مصلحة الوطن الواحد الموحّد الحاضِن للكل والحامي للجميع ولخلاصِ شعبِنا من الأزمات الكبرى المستدامة والمتكررة كل ردهةٍ من الزمن ، والمستحق لحياةٍ كريمة عزيزة تليق به وترقى الى مستوى التضحيات الجسام التي قدمها على مدى الأزمان وكي لا تذهب سُدًى على مذبحِ وطنٍ لم يكتمل وهوية وطنية غير منجزة ، ونحن شعبٌ ” نتنفسُ حرية فلا تقطعوا عنا الهوا “. وأخيراً سلاماً على من إتبع الهُدى والهِداية ، والآتي إلينا بإسم الرب ،وكل عام وانتم “ولبناننا الجديد” ومنطقتِنا بألفِ خيرٍ وأمانٍ وإزدهار بإذن الله ورعايتِه وبوعي شعوبنا لمصالحهم الحقيقية والمحقة ،والسلام على مستحقي السلام.