فقرة “خارج السياق” للكاتب جورج صبّاغ
شهِدنا في الأيام الاخيرة وخلال هذا الاسبوع، محاولات تحريك “المياه الراكدة” في مِلف إنتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية والإنتهاء من حال الفراغ والشغور القائمين في الموقع الأول للدولة .
فعلى المستوى الخارجي هناك حِراك فرنسي- سعودي مشترك “جدي” على ما يبدو (وتشي اللقاءات والمشاورات القائمة في ما بينهما) للدفع باتجاه إنجاز هذا الاستحقاق من خلال التدخل الحتمي مع الأفرقاء اللبنانيين بحكم (العلاقة والمَونة والتأثير المباشر) لكل من فرنسا والمملكة العربية السعودية، ومَن ورائهما مِن دول الخليج والولايات المتحدة الأميركية وبعض الدول الإقليمية المؤثرة، وما يرفع من منسوب التفاؤل ايضاً، الحراك المرتقب ّللّجنة الخماسية واجتماعها في ١٤ من أيلول الجاري على مستوى السفراء، للبحث بمِلفين أساسيين :
- الحرب المستمرة في غزة والضفة والجنوب اللبناني.
- ملف انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية.
ومن المرجّح مجيء هؤلاء إلى لبنان للقاء مسؤولين رسميين وسياسيين ورؤساء كتل نيابية .
أما على المستوى اللبناني الداخلي فثمة مساعٍ ومبادرات متواصلة ومستمرة في هذا الإتجاه والجديد في مسألة إنجاز الاستحقاق الرئاسي، بروز بعض الليونة والإيجابيات في مواقف الأطراف رغم الخلافات العميقة، ما يؤشر إلى بداية سلوك طريق الحلحلة وإن تظهّرت من خلال المواقف والتصريحات غير الكافية حتى الآن، (بالرغم من انها مطلوبة وضرورية)، إن لم تقترن بالإختزال الفعلي للمسافات المتباعِدة والإلتقاء على المساحات المشتركة.
واستطراداً نقول هل الواقع القائم من حولنا سيبقي كرسي الرئاسة في بعبدا ، ” في الإقامة الجبرية” من قبل مثلث الحرب المستعرة (في الجنوب اللبناني وغزة كما في الضفة الغربية مؤخراً) إلى حين إنتهاء الحرب وحصول التسوية الكبرى المرتقبة والتي قد يطول انتظارها ربما؟
أم أن المسألة منفصلة عمّا يجري حولنا وعلى حدودنا؟
” التشاؤلية” تطغى على واقعنا الحالي وإن تطلّعنا بأملٍ لبلوغ الاستحقاق وإتمامه بأقرب وقت .
فلا إفراط بالتفاؤل ولا مبالغة بالتشاؤم حيال إطالة أمد الشغور الرئاسي او عدمه.
وفي مطلق الأحوال “الخارج” قد يساعد ويدفع باتجاه حلحلة بعض العقد ربما، لكن الاجدى والأنجع بل الأهم أن نساعد أنفسَنا بأنفسِنا اولاً حتى تسهَل عملية مساعدتنا من قِبل الغير، وإن كانت مبادرته مستجابة وجهوده مُنتجة ومُجدية.
وأخيراً نخلُص إلى التأكيد على أن “أهل البيت أولى بالمعروف ، وما حكّ جلدك مثل ظفرك “،
والسلام .