فقرة خارج السياق للكاتب جورج صبّاغ.
توسّم اللبنانيون خيراً وعلّقوا آمالاً كبيرة إثر انتخاب العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية ومن ثم تسمية القاضي نواف سلام لتشكيل الحكومة العتيدة ، بتأييد لبناني عارم ودعم إقليمي ودولي لافتين قلّ نظيرهما. عودٌ على بدء. غير أن مسألة التأليف دونها عقبات إن لم نقل تعقيدات مردّها بالدرجة الأولى إلى السلوك التقليدي الذي كان سائدا (وإن كان مشروعاً وفق نظامنا البرلماني) وهو توزيع الحقائب الوزارية حسب أحجام الكتل النيابية وبالتساوي بين مختلف الطوائف، وكأننا عُدنا مجددا الى قاعدة المحاصصة التي انبرى مختلف القوى السياسية للمطالبة بها للمشاركة بالحكم، وكأن الصفحة الجديدة التي فتحت في لبنان إثر كل المتغيرات الجيوسياسية الكبرى التي حصلت في المنطقة ، لم تحصل. اشواك التأليف.
كل من فخامة الرئيس المُنتخَب ودولة الرئيس المُكلف ومن خلفيتهما السياسية والثقافية والوطنية، اعربا عن المداورة في الحقائب الوزارية فلا حقيبة لطائفة معينة وكذلك الحال بالنسبة لوظائف الفئة الأولى في الدولة اللبنانية. راهنا نعيش مخاض التأليف الصعب وتُبذل جهودا مضنية لإتمام العملية التي تعتريها شكوك بإنهائها سريعا ، وتتطلب (كاسحة ألغام) لإزالة اطماع القوى والأفرقاء السياسيين وعقباتهم، وكذلك ( جارفة الأشواك ) التي تعيق طريق التأليف بالسهولة والتسهيل المطلوبين. على أمل طغيان (الورود على الأشواك) للتأكيد على أننا فتحنا صفحة جديدة في حياتنا السياسية اللبنانية، وذلك من خلال التنازل عن المصلحة الخاصة لصالح الوطن المنشود وإفساح المجال لإنطلاقة قوية للعهد الجديد المأمول منه الكثير كما ورد في خطاب القسم الذي يشكل (خارطة طريق والبوصلة الصائبة) للإنقاذ وبناء دولة المؤسسات الدولة القوية القادرة دولة الحداثة والأمان والاستقرار والنهوض الإقتصادي والجامعة للكل والحاضنة للجميع دولة باتجاه تحقيق دولة مدنية علمانية حقيقية منشودة.
نختم قائلين،”من يريد الورد لا يخشى الشوك، وظلمٌ في السوية عدلٌ بالرعية، “والسلام.