طويلة هي درب الجلجلة والمحطات المؤلمة والعذابات والقهر والجَلد التي تعرض لها شعبنا اللبناني ولم يزل.
أهي قدرية بفعل التكوين الجيوسياسي (الحجم والموقع)، أم بالأطماع التي تطوقنا من كل اتجاه او بضياع البوصلة من قبلنا او نحن من تولى جلده على طريق جلجلته، أو باعتماده كساحة سهلة الاختراق للصراعات الإقليمية والدولية او قطعة أرض سائبة يتبارى عليها الكبار بالكباش المباشر أو بالواسطة لتثبيت نفوذهم وتأمين مصالحهم أو كونه وطن صغير غني بشعبه فقير بإماكاناته؟ أو بسبب النظام الطوائفي المتخلف الذي يشكل العامود الفقري الذي تتمحور عليه كل أزماتنا ومعوقاتنا ونكباتنا ومشكلاتنا المزمنة، والتي لم ولن تُحلّ إلا بقيام دولة مدنية علمانية، وإن بدت صعبة المنال (من منظار الواقع الطائفي المتحكم بمفاصل حياتنا كلها) إلا انها غير مستحيلة إذا ما عقدنا العزم على بناء دولة حقيقية حضارية راعية للكل وحامية للجميع على قدم المساواة،آملين مع القيامة المجيدة للسيد المسيح، أن نجتاز بدورنا جلجلة عذابات الوطن مع العهد الجديد الواعد القائم على ثابتة اساسية ألا وهي الحفاظ على الوحدة الوطنية مصدر قوة الوطن ومنعته لدرء كل الأخطار التي تهددنا على الدوام.
كفى لبنان معلقاً على صليب المصالح الخارجية والانانيات الشخصية لبعض الأفرقاء اللبنانيين، فلنتكاتف جميعا لإنزاله من على صليب عذاباته لنرفعه الى حيث موقعه الطبيعي بين النجوم ومصافها، قيامة مجيدة للبنان وفصح مبارك لكم جميعاًً والسلام.